Tuesday, January 22, 2008

الشهـــــــــــــــيد



الشهيد الفلســطيني/ حامد المصري .. بقي هكذا لم تفارقه ابتسامــة الطفولة البريئة التي اغتالتها يد الاحتلال اللعين اثر رصاصـة غادرة لم تهنأ سوى بقلب هذا الصغير مكاناً .. فلكم أنت اثمة يا أمــة العـــرب

.

.

.

إنها الحربُ !
قد تثقل القلبَ ..

لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ ..
ولا تتوخَّ الهرب !

لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟



.




.




.



لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون :
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع :
قليلاً من الحق ..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل


...


حقاً إنه لثأر جيل فجيل .. من قصيدة "لا تصالح" أمل دنقل

وحسبنا الله ونعم الوكيل


Thursday, January 17, 2008

هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي

كم عشتُ أسألُ: أين وجـــــهُ بــــلادي



أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي



لاشيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــا


غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد



هو لا يغيبُ عن العيـــــون ِكأنــــــه



قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــــلاد


ِ
قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــادي



أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــاد



أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِـــي



لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي



أشْتـَـاقُ أطـْفـَــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــدَي



يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي



أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــا



صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْياد


ِ
اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــلادِي



غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي



فِي كـُلِّ نَجْــم ٍ ضَــلَّ حُلـْـــٌم ضَائـِـــع


ٌ
وَسَحَابَــة ٌ لـَبسـَـتْ ثيــَـابَ حِدَاد


ِ
وَعَلـَي الـْمَدَي أسْـرَابُ طـَيــر ٍرَاحِــــل


ٍ
نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَرَادِ



هَذِي بِلادٌ تـَاجَـــرَتْ فــِـي عِرْضِهـــَــا



وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُـــلِّ مَـــزَادِ



لـَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَي الأسَي



تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِياد


ِ
فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي



تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلاد


ِ
لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا



حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي



لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل



وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَاد


ِ
وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا



بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَاد


ِ
مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْــــم ٍ شـَــــــاردٍ



مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طـَير ٍشـَـــاد


ِ
تـَمْضِي بـِنـَا الأحْزَانُ سَاخِــــرَة ًبـِنـَــا



وَتـَزُورُنـَا دَوْمــًا بـِـلا مِيعــَـــاد


ِ
شَيءُ تـَكـَسَّرَ فِي عُيونـِــــي بَعْدَمَـــــا



ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي



أحْبَبْتـُهَا حَتـَّي الثـُّمَالـَـة َ بَينمـَــا



بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغـَـادِ



لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْــح ٍكـَـــاذِبٍ



وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظي اسْتِعْبَادِ



لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بــِــلادِي



عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي



فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَــرْخَــة


ٌ
كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خـَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي



الأفـْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَــاءُ كـَئِيبـَـة


ٌ
خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَي جـِبَالَ سَـوَاد


ِ
تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَــوْقَ رُؤُوسِنـَـــا



والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتـَادِي



نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـــدِ مَلامــــحٌ



وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـــَــادِ



وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبــــرٌ



فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـــدَاد


ِ
أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِـــقُ بَعْضَهـَــا



كـَوَدَاع ِ أحْبَــابٍ بـــلا مِيعـَــاد



البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَــــا



تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَاد


ِ
حَتـَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنــِي لـَحْظـَــة

ً
وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي



هَذا قـَمِيـصـِـي فِيهِ وَجْــــهُ بُنـَيتــِي



وَدُعَاءُ أمي ..”كِيسُ”مِلـْح ٍزَادِي



رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيـــصَ فـَقـَـدْ رَأتْ



مَالا أرَي منْ غـُرْبَتِي وَمُـرَادِي



وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـــــي غفلـــــةٍ



حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفـْسَـــادِ



شَاهَدْتُ مِنْ خـَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبــًـا



للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ



كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنـَا



وَالـْعُمْرُ يبْكِي .. وَالـْحَنِينُ ينَادِي


مَا بَينَ عُمْـــــر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـــــًـا




وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَـــا أوْلادِي



عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـــــــَـــا



وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجـَـــاد



كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـــَـــا ضَاقـَتْ بـِنـَـــــا



وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلــِّـصِّ والقـَـــوَّاد



في لـَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَنـَاثـَـــرَتْ



حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيـَـــلاد

ِ
قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لـَمَحْتُ عـَلـَي الـْمَـدَي



وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجـَلاد


ِ
قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلـَــــــه


ُ
وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي



وَصَرَخْتُ ..وَالـْكـَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فـَمِي


:
هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي



فاروق جويدة