Monday, March 19, 2007

ذكرى حزينة لمعايشة الخوف




!! ..منذ دقائق .. نشرة الأخبار تعلن دخول حرب العراق غدا صباحا عامها الخامس


أربع سنوات .. يااااااااااااااه .. بسرعة كده .. لحظات صمت .. يتخللها شريط ذكريات،، لأحداث نفس هذا اليوم منذ أربع سنوات مضت .. لم أكن وقتها قد سبق أن عايشت شعوراً ما،، بالخوف والرهبة،، مثلما عايشت عندها بأن شيء ما مريع يلوح بين الحين والآخر فقط ليهدد حريتك بل حياتك ذاتها ..

أربع سنوات مضت على حرب العراق .. أذكر .. يومها جيداً كيف كنت وكان الجميع،، هنا على الجانب الآخر،، وهو الجانب الذي اختزن في وجدان شعبة وأفراده ذكرى مؤلمة،، للحرب،، وضياع الأرواح ..

.. تذكرتني،، وقتها،، وهذه الصافرة اللعينة لا تكف عن بث صوتها المقيت،، إيذاناً بخطر ما قادم،، وكأن الجميع إنما تعلقت قلوبهم بصوت تلك اللعينة،، هنا في المنزل وهناك في العمل وآخر في المجمع وآخر وآخر وكل آخر ..آه لكم أمقتها،، تذكرت كيف كان جميعهم يذهب في البدء للاحتماء بتلك الملاجئ التي أعدت خصيصا لمثل هذي الحالات من الطوارئ

تذكرت،، قولنا عندها،، إذا كان هذا حالنا،، والحرب الفعلية هناك على الجانب الآخر من البلاد،، فما كان حال هؤلاء من قبلنا الذين صدموا بين ليلة وضحاها بغزو من دولة الجار الشقيقة..!!

تذكرت تلك المشاهد،، لأرض العراق،، وسمائه تتوهج وأرضه تكتوي بنيران الانفجارات .. تذكرت الطفل علي،، ترى هل لازلتم تتذكرونه..!! .. انه على الذي فقد كل قصصه،، وأحلامه،، و كل أماله،، فقدها حينما فقد أهله وذويه،، وفقد معهم أطراف جسده .. انه "على مأساة العراق"

تذكرت .. ذلك المشهد المهيب .. انتهاء الحرب .. وتحرير العراق !!!!!!!!!! .. تذكرت وتذكرت .. ولا أنكر أنني حاولت للحظة ما أن أوقف محطات هذا الشريط ،، ولكنها كانت محاولة دون جدوى،، فالذكرى مؤلمة وحزينة ومخيفة أيضا ..

إن الحرب لبغيضة .. إنها الدمار،، والفوضى،، إنها الرعب والخوف،، إنها القتل والتشريد والضياع ،، إنها الكره .. إنها كل ذلك،، مجتمعون،، ولما لا وهي الأداة التي إنما يستغلها ذاك المستبد سلطان الظلام،، ليبسط قوته وجبروته على العالم بأسره ..

فقط،، كلماتي هنا،، مجرد ذكرى،، مؤلمة حزينة بعض الشيء،، ولكنها تظل ذكرى تشهد على واقع سيئ ..

،،، مغ الشكر

2 comments:

Anonymous said...

فاكر أوي يوم الحرب ع العراق ده في 2003
وقتها كنت أصلاً مكتئب ومبخرجش وفجأة لاقيت القصف وتاني يوم كان في مظاهرة في الجامع الازهر وقلت لازم اروح ، وفعلا روحت المظاهرة وكانت من اكبر المظاهرات وفي ناس قاطعت شيخ الأزهر وهو بيخطب والأمن رمى علينا قنابل مسيلة للدموع جوه الجامع ، بعد ما خرجنا كان في ناس عوام انضموا للمظاهرة ونسبة كبيرة منهم بلا اي اتجاه سياسي وحركتهم مشاعرهم ، واحنا بره في الشارع الأمن فرقنا لكن كله كان بيقول هنطلع ع التحرير .. وفعلاً انا وواحد صاحبي فضلنا ماشيين لغاية ما الامن حاصرنا في الشارع اللي فيه الحزب الناصري ، وحاولنا نستخبى في العمارات والجراجات لكن كانت ابوابها بتتقفل بسرعة ، فين وفين لما طلعنا عند ميدان التحرير وهناك اصطف مجموعة من الناس ووقفوا يدعوا واتفرق مجموعات تانية ومقدروش يوصلوا لميدان عبد المنعم رياض لغاية ما البعض حرق عربية المطافي هناك وكله جري ... بعد شوية اتحاصرنا ومبقاش ادامنا الا اننا نطلع العمارات ، انا وقعت ع السلم وانا بجري فكلت ضربه على رجلي محستش بألمها الا بعد ما روحت

ووقتها كان أكتر شيء بيأثر فيه حلقات " حتى يغيروا ما بأنفسهم " للأستاذ عمرو خالد ، واهم حلقة أبكتني وأثرت فيه الى الان كانت حلقة الشهيد طارق أيوب مذيع الجزيرة اللي استشهد وقت الحرب ، يوم ما العراقيين وقعوا تمثال صدام كان يوم صعب مش لشخص صدام اللي اكيد بكرهه لكن لمعنى التوهان اللي حسسني اننا أحياناً نستاهل بسبب غباءنا اننا نكون لقمة سائغة في فم اللي ميسواش


معلش تعليق طويل بس فكرتيني بذكريات مهمة وليها أثر عندي ولو اني حاسس اني في برنامج شاهد ع العصر :) فعلاً .. انها احدى ذكريات معايشة الخوف

walaa said...

عبدالرحمن،، برنامج شاهد على العصر حته واحدة ده على اساس شهادة ذكرياتنا مش كده
:)

تعرف من مثالك الحي ايل ذكرته .. بيبان اننا لسه في امل منا،، واننا لسه قادرين على الرفض،، فقط ممارسة هذا الرفض هي ما يحتاج الى ترجمته بسلوك اكتر موائمة ..

سعدت بوجودك الجميل،، والف اهلا بيك