Monday, June 11, 2007

مــأساة حرف أبيـــض

قدر له أن يكون حرفاً صغيراً بسيطاً لكنه أبدا لم يكن يوماً ضعيف .. حتى في أكثر الظروف حلكة وقسوة .. كان قوياً صلباً مهـاباً .. قدر له أن يرث الأزمة والعداوة وهو الذي ما جاء إلا ليكمل المسيرة والرحلة المنشودة التي بدئــها أبائــــه وأجـــداده إلى النـــور والحقـــيقة والحريـــة

كان طامحاً متفائلاً .. كان يعلم أن لاشيء سهل المنال .. فما البال وهو الذي يسعى إلى ذاك الهدف الســـامي النبيـــل

ولا زال يذكر جيداً لقاءه الأول وعدواه الأسود ورفيقه الرمادي،، وقدرتهما الغير محدودة على نشر السموم والأكاذيب بكل مكان وأي مكان .. وجملتهما الأشهر ( ماذا عساك أن تفعل أيها الحرف الأبيض الواهم المسكين وسط بحورنا وغمار عواصفنا الكاذبة المتلونة .. أنت ضعيف .. أمامنا أنت ضعيف .. لن تقوى .. لن تقوى علينا )

الآن يمضي بين الأسطر ويفتش في الكلمات .. ما هذا؟؟ ما حدث؟؟ أضعفت أنا إلى هذا الحد؟؟ حد أن تلونت الكلمات ما بين سوداء وأخرى رمادية وصفراء .. حد أن غابت الحقيقة .. حد أن تاه اليقين وسط طوفان الشــك وبحور من الأوهام والتكلف والاصطناع .. حد أن امن العالم ورحب بكل المتلونين ومريدي الأســـود .. يمضي الحرف الأبيض حزينا بائسا مسكينا .. ملء رأسه الحيرة والاستفسار .. أهي سقطة أخلاقية أم تراها فجوة ثقافية .. أم لعلها نقلة مجتمعية .. يمضي ليصطدم بفكرة تمارس تسلطها على قــوم خدعوا بها وركنوا إليها .. يصاب بالخرس المـؤقت وهو يردد صامتا: "إحدى جنود الأسود ورفيقه" .. يمضي يود أن يصاب بالعمى وهو يسرع النظر يمينا وشمالاً ويجد أقواماً وأقواماً ما بين خديعة وظلم واستغلال .. مابين ظلام وظلام ..ليردد بحسرة مرة أخرى وكأنه يؤكد لنفسه أن ما وضع يده عليه هو: "إحدى جنود الأسود ورفيقه".. تراه كان واهما حين اختار يوما أن يقف للدفاع عن الحق والعدل والمظلومين .. حين تحدى الأسود ورفيقه "أن لا استمرار لظلامهم أمام الحق والنــور والحريــة "

يحتار الأبيض بل يكاد اليـــأس يدب في نفســه وهو الذي لم يعرف إليـــه طريقاً قبلاً .. يركــن هــاذياً محمومــاًً إلى اقرب مسـاحة بيــضاء، بين الأسطر المتلونة والأخرى السوداء .. ليتردد صدى الصوت للأسود الشقي ورفيقه الرمادي برأس الابيــض مرة أخرى مــذكراً ايـــاه بجملتهما الأشــهر .. جملة البـــدء " أنت ضعيف .. أمامنا أنت ضعيف .. لن تقوى .. لن تقوى علينا " .. ويعلو الصوت مرات ومرات

ووسط محاولات الابيض كي يخرس ذاك الصوت .. فجأة يتوقف ليختار .. لقد حانت ساعة الاختيار .. فهــل يكــمــل مسيرة الآباء والأجداد مسيرة الكلمة النور .. هل يناضل .. وهل عـاد يقوى أصلا على البقاء؟! .. أم يختار الانحراف يمينا أو يسارا قليلاً ربما فيصير رمادي أو حتى كثيراً فيصير اسوداً؟! .. الأبيض يقف الآن في خانة الاختيار ..

ماساته أن قل عدد مؤيدوه .. بل كاد ينعدم .. ماساته أن فقد مريدوه .. ماساته كل ماساته انه كان يوما حرفاً ابيضاً .. ولكن القدر الذي قدر له قبلاً أن يكون حرفا ابيضاً طيــباً .. يسعى للخير والفضيلة والحرية،، يصعــب عليه أن يترك الأبيض حزينا ذابلا وسط ماساته وحيرته .. ويبعث له بأحدهم .. ليكتب ويقول ( الكلمة نور .. وبعض الكلمات قبور .. وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري .. الكلمة فرقان بين نبى وبغي .. بالكلمة تنكشف الغمة .. الكلمة نور .. ودليل تتبعه الأمة ......................)

تحياتي وتحيات كل الأشياء البيضاء

6 comments:

حقى اهرتل said...

كلنا حروف
وانا حرف شاعر
كتب شاعر وكل الافاقين خافوا
وفاض الكيل باششعاركوا وبخلافه
و واو العطف لوهتزيد على بيتك
هقول شاعر مبوظ شعر اسلافه

Mustafa Şenalp said...

GÜZEL BİR SİTENİZ VAR.

walaa said...

حقى اهرتل ..

المهم تقول يا حرف يا شاعر ..
تقول وتعدد وتوصف كل المشاعر ..
ولا يهمكش كل الافاقين ايل خافوا ..
ولا حتى يهمك لو قالوا بوظ شعر اسلافه

تحياتي

----------

Mustafa Şenalp ..
بالعربي .. يعني ايه؟

mohand said...

السلام عليكم
وهيستمر الصراع
ابيض . رمادي . اسود
تحياتي يا اختي الغاليه
اخوكي مهند المصري

كراكيب عادل said...

صراع مستمر

قلبي معاة اللون الابيض

walaa said...

أخي العزيز مهند ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ايوة .. وهيستمر الصراع .. أتمنى الأبيض يقدر يقاوم كل الاشكال دي من الزيف والتلون..

كل الشكر على الوجود الجميل ..

-------

كراكيب عادل..

حمدالله ع السلامة يا عادل ..

مسكين الابيض موش كده .. النسبة عمالة تزيد من حوليه ..
///
تحياتي .. وبلاش تبقى تغيب كتير كده تاني