تســــــجـيل
ومن الغـــريب كذلك انني وللعام الثاني على التوالي،، مازلت افتـــقد _ وبشدة _ لقيمة الصداقة،، فلكل من صديقاتي _ المعدودات على اصابع اليد الواحدة _ لكل منهن حياتهـــا ومجرياتـــها، لربما الشيء الوحيد الذي يعوضنا ولو بالقليل هو اتصالنا ببعض .. ولكــن هــذا البعـــد الذي تخطــى نطــاق البعـــد الجغــرافي الى اخــر نفســـي اكثـــر وقعـــاً على النفـــس وأشــد ايـــلامــاً، هــو ما يجعـــلني اتســـاءل كثــيراً هل أخطـــأت أنا عندمـــا اختــرت البعـــد ..؟ وهل اخطــأت أيضا ولـــم اعط لقيمــة الصداقــة ذاتهــا الاهمــية المطــلوبه ؟ .. عمــوماً هي تساؤلات مــضى وقت الاستفـــاده من محاولـــة الاجابــة عليها فالزمــن وحده هو الكفيــل بذلــك .. ولكــن نصيحــة_ ان كــان لي الــحق فـــي أن القيهــا_ ايــاك والسمـــاح للأحداث ولمجريــات الحيــاة ان تلهيــك عن ان تجد لك الصـــديق والعون الطيـــب الذي تحتــاج وقت الفــرح والضيــق ..
اما انطباعي العــــام عن الأوضـــاع .. فهو يكاد يميل الى الخانة الاخرى، خانة النقيض للإيجاب في كل شيء تقريبـــا .. من افــــراد وســــلوكيات ومشــــاهدات .. وحالــــة من _ لا ادري تحديدا كيف توصف _ العــــنف في التعـــامل والعصــــبية مع عــــدم احتمـــال الاخر باي طريقــــة كانت .. بدءاً من بـــائع البقـــالة البســيط بجوار المـــنزل مــرورا بســــائقي التــاكســي وصولا للأفراد المارين بالشــــارع انفســــهم .. !! ومســـئولي قطاعـــات الأمـــن المختلفــة،، ولا أنســـى هنا ان اعرض عليكـــم اول ما قـــوبلنا به بعـــد عـــودتنا مـــباشرة وبعد وصـــول الطـــــــائــرة واصطفافنـــا الطابــور امام قســــم الجوازات بميــــــنـــاء القـــــاهرة الجوي،، وكيــــف لــم يتـــــوان الظـــابط المكـــلف عن ان ينعـــــــت احد الركــــاب بابــــشع الالـــفاظ وانباها لانه تعــــدى الخط المــــــحدد للوقـــوف، اهــــــانه وعلى مســـــــــمع من الجمــــيع،، متناســيا ان هذا الراكـــب قد يكون أب لاحدهــم وصاحب اســـــرة، وأنـــه وقـــبـــل كــل هــذا أدمــي يحتـــرم، وان مجـــــرد اهـــانته بهذا الشكـــل لهـــــي جناية كبـــرى في حقــه وفي حقــنــــــــا جمـــيعـــا وفي حـــق مصــــر ذاتــها، فالمـــوقف وان كـــان فــــــردي،، لكنــــــــه يصنــــــــع ويتـــرك خبـــرة قطعــــاً سيــئــة في العقـــول .
قد يكون هنــاك دوراً لظروف المعيشـــة العصيبـــة التي يعيشــــها الافــــراد ببـــلدنـــا، في ان يـــصل تعــــاملنا مع بعضنا البعض لهــذا الحــال، ولكن امـــا من سبيل لمحاولة الاصـــلاح .. اصلاحنا نحن ومعالجتنا من الداخــــل واصلاح كل ذاك العطب والخــلل الذي أصـــاب النفـــوس
اكتـــــــــــب هنا ليس لشيــــئ ســـــوى لمــــجرد تســــجيل،، اعــــلم جيــــداً بــل وأجـــزم أننـــي سأرجع اليــــــــه كثيراً فيمـــا بعـــــــد .. وتحيــــاتي للجمـــيع