Wednesday, April 18, 2007

عبدالمـنعم .. من أجل الحرية



أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمة

والكتبَ القديمة

.. أنعي لكم

.. كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمة

ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

أنعي لكم.. أنعي لكم

نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

2

مالحةٌ في فمِنا القصائد

مالحةٌ ضفائرُ النساء

والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

مالحةٌ أمامنا الأشياء

(نــزار قباني .. هوامش على دفتر النكســــه)


لم أجدني سـوى وأنا اردد تلك الأبيـات لنـــزار .. وشعــور مقــيت اسـتقر في الأعمــاق بالعــجز والضـعف والقــهــر .. كــــل الأشيـــــــاء جميعـــها،، مــالحة .. وهذا الشعــور بالإثـــم .. ونحــن الفــئة المجرمــة .. نحن الــفــئة الصامـــتة .. الفـــئة الأغلبــــية .. لقـــد ألفــــنــا الصمـــــت .. درجـــة أن صـــار حديثــــنا بلا طعـم أو معــنى .. فــقدت كلمـــاته الــروح منذ دهــور .. صـــارت مســـــــخاً مشــــــوهاً .. نمــارس نقــدا ونشــــجب ونرفــض مــن وراء مقـــاعدنا الوثـــيرة .. وحجراتــنا الدافـــــــئة شتــــاء البــاردة صيفــــــا .. نــرفــض بالكلمـات الكســيحة،، ونــؤيد كذا أيضا،، بذات الكلمــات الكســيحة واللغــة العصماء الجـــوفاء .. الم اقـــل لكـــم لقـد ألفـــنا الصمــت .. صمــــــت الكلمــات العــاجزة!!

اليـــوم .. ولســـخرية الأقـــدار تطـــالعنا الأخبــــــار .. بســجن اثنــان مــن المــدونين .. اثنان ممـــن احتــرم هذا الفــضاء .. واتخذ مــنه مكــانا للــرأي .. للفــكر .. للحـــرية .. تختـلف الجنــسيات .. تـخـتــلف الحكــومات والأنظمــــة .. ولكن لا تختــلف الـقضية .. فكــلاهمــا يســاءل الان دفــاعاً عن الحــريـــة .. احدهـما المــدون البحريني محمود اليوسف .. ســجن بتهمـة اهـــــانة احــد الوزراء !!! .. وهــــل تعــد المطالبة بالحق والدفـــاع عنــه اهـــــانة !! امــا الاخر فهو المـــدون المصـــري عــبدالمنــعم مـحمود .. الذي ســجن لإيمــــــــانه بقــضيته .. ولفـــضحـــه لممـــارسات وقعـــت بحقــه اقــل ما توصف به هو المهــانة والبشـــاعة واللانســــــانية!!.. ولمـــطـــــــالبته بالإفــراج عــن المعتقلـين جميعــهم

ســـجن عـــــبدالمنعم .. هذا المـدون المصري .. وهو الفـــخر لمــصر وأبنـــائها كرمـــز للوعـــي وثقــافة احتـــرام الآخـــر .. اعتـــرف ان هذا ما كنــت نفسـي اراه مســتبعداً عن جمـاعة كجمــاعة الاخــوان المســـلمين،، ولكن يبدو ان عـبدالمنعـــم قد نـــجح في حل تــلك المــعــادلة الصعـــبة

ومــن المؤكــد أنه إن لم يكــن عبدالمنعم هو الأقــــوى .. لمــا كـــانت هنــاك هـــذه الخشـــــية المـــرعبة مـــــن كلمـــاته وكتـاباته .. ولمــــا كــــان قد تـــم التعــرض له من الاصــل .. ولكن ولأنــه أقــــوى .. فهـــم يخشـــونه .. فـــالآيـــة قـــد قلبـــت .. ولـــم يـعــد يخشـى علـــى المجتمعــات مــــن منـحرفــي الفكـــر والســـلوك،، ولكـــن بــات يخشــى عليــها مـــن ابنـــائهــا الآخــــرون العـــقـــلاء الواعـــون
---
فقط .. مـــا أتعـــجب منه وأخشــاه هو ان يــأت اليــوم الذي نــألف فـــيــه وكمــا ألفــنا مــن قــــبل الــــــرؤية لــصور الأســرى فـــي فلســــطيـــن المحتــلة ولبنــان، معــلليــن ذلــك لأنفســـــنا ومــبررينه بســـــطوة وجــبروت الكــيان الصهيوني .. أخشــــى أن نــألف وبالمـــثل رؤيـــة صـور لســـجناء رأي مصريون .. وأنــاس يحمــلونها هـــاتفـين منــــــددين غاضبين ولا مـــن معــين ولا مـــجيب ســـوى المـــولى الذي لا يغفـــل ولا ينــــام

بقـــي أن نذكر بهــذه الكـــلمات لنـــجم التي تصــف حالة و تعبر عن واقع أمـــة

أمن البلد بقى تنين

والمحاكم اتملت مظالم

والعدالة بقت كمالة

وكلمة الحق في الزبالة

وأصحابها في الزنازين

( احمد فؤاد نجم )

3 comments:

Anonymous said...

شكرا اختي الكريمة لتضامنك مع الحرية ضد القمع
مع الانسان وحقه في ان يعتقد ما يشاء من افكار
شكرا لتضامنك مع عبد المنعم ومع كل مسجوني الرأي
وتقبلي احترايم

harmless said...

الله
بذاته وجلاله
خالق الكون والبشر والمكان والزمان

حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما

فهل توقف الظالمون عن ظلمهم؟
هل استجابوا لرب العالمين؟

فلا يظن ظان ان يمكن الخلاص من الديكتاتورية سلميا
ولا يتخيل متخيل ان الحرية وشيكه بدون صدام وضحايا
ولا يشحط بنا الخيال ان نظن ان كلماتنا الصادقه ستنير قلوب الجبابره أو ستؤثر فى عقول الوحوش الادميه

الظالمون يسيرون فى طريقهم المرسوم
ويمضون فى خططهم بلا تأخير ولا التفات لامثالنا
والموضوع ليس اختيارا ولا ترفا ولا منطقا ولا عقلا
الموضوع بالنسبه لهم حياة او موت

اما السلطان والمال والجبروت
واما مزبلة التاريخ واعواد المشانق

والشعب الذى لا يريد ان يدفع الثمن
عليه ان يجهز قفاه لصفعات لن تنتهى

Ali Mahdi said...

نعم اخت ولاء
من حقك ومن حقنا ان نحلم بالحرية
والاختلاف
والتنوع
لان ذلك يولد الثراء
الفكرى والعلمى والادبى والسلسى والاقتصادى
لكن
ليس معنى الحرية الفوضى
وقلة الادب
والشطوح