Sunday, March 11, 2007

أسرانا الشـهداء ؟؟ .. والرهــان الإسرائيلي


اذكر يوما أن قال لنا احد أساتذتنا الجامعيين،، أن إسرائيل خسرت الرهان!! .. فقد كانت تراهن عليكم انتم .. على جيل معاهدة السلام .. على جيل لم يعاصر هزيمة 67 .. ولم يعاصر كذلك حرب 73 .. على جيل يتهمه الجميع بالضعف والاستهانة .. والاهتمام بالقشور من الأمور .. راهنت على هذا الجيـــل أن يكون داعما متفهما لوجودها الطفيلي بالمنطقة .. ولكنها خسرت هذا الرهان .. خسرته أن خيب هذا الجيل وياللاسف مثل هذه الأحلام الإسرائيلية الاستعمارية .. أن أودى بها في مهدهـا عندما هب ليدافع عن انتفاضة فـلسطينية .. عندما لم ينس ثأر أسراه وشهدائه .. عندما لم ينس ولم يغفل يوما عن تلك المطامع الاستعمارية لهذا الكيان المتطفل .. وعندما لم ينس قطعا حقه وحق أمته في الدفاع والذود عنها بكل ما استطاع من قوى .. وكنا نحن هذا الجيل .. اعتقد أن التاريخ الذي حكم وشهد على بطولات أبناء أرضنا الأبرار وشهدائها،، لا زال يدون وقائع الحاضر هنا الآن،، ولا زال يخط هذا الحكم على جيلا بأكمله ..

بالأمس القريب .. كشفت لنا هذه الإدارة الإسرائيلية الوقحة في رعونة ووقاحة منقطعة النظير،، عن احد الأفلام الوثائقية التي إن دلت فإنما تدل على خسة هذه الإدارة وحقارة نهجها .. الفيلم كان لأسرانا الذين استشهدوا على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية إبان حرب 67 وهم الأسرى الذين تحرم كل المواثيق الاعتداء عليهم !! .. ولكن مذ متى وهذه الآلة تهتم أو تعبء بأي مواثيق أو أعراف أو تشريعات .. إنهم مائتين وخمسون أسيرا .. مائتين خمسون شهيدا .. مائتين وخمسون روحا طاهرة بريئة .. وها هو المشهد وكما ألفناه يعاد تكراره للمرة المليــون .. نشجب وندين ونطالب السفير الإسرائيلي وبلاده بالتوضيح .. عجبـــا ماذا ننتظر من إسرائيل .. قطعــا الكذب والتمادي في الممارسات الوقحة ..

بالأمس القريب ولسخرية القدر ربما،، كان الشاب المصري محمود حنفي محورا لحديث ولكنه حديث من نوع آخر .. فهو الشاب الذي أنهى تعليمه .. وانتظر ريثما يحصل على فرصة كي يعمل ويبدأ أولى خطواته في بناء حياته .. انتظر بلده أن يوفر له هذي الفرصة .. انتظر حكومته لعل وعسى .. انتظر وانتظر وانتظر .. ولكن أيا من هذا أو ذاك لم يكن .. انه قطعا يعلم انه احد هؤلاء الذين خسرت إسرائيل الرهان على يديهم .. ولكن يبدو أن هذا أمرا لا يعنيه أو بالأحرى بات لا يعنيه بعد أن قاسى الامرّين .. .. فراح يحاول لقاء القنصل الإسرائيلي أمام مقر القنصلية في الإسكندرية رغما عن الحرس الموجود هناك للحصول على فرصة عمل في إسرائيل .. لعله يحظى بهذي الفرصة في ارض هذا الكيان .. هناك حيث يقدم جهده وفكره وعمله لا إلى بلده إلا إلى أمته بل إلى عدوه وعدو هــــذه الأمة .. الشاب كان مصيره الاعتقال على يد الأمن المصري الهمام، الذي يبدو انه لم يسئم بدوره ولم يخجل من نفسه كذلك وهو يردد مقـولة " المختل عقـــليا" ..

السؤال الآن .. هو من المسئول عما وصل إليه محمود حنفي ..؟؟ من المسئول عن حالة جيل بأكمله .. لا ينشد سوى البحث عن فرصة .. فرصة كي يجد ذاته ويبدء حياته ..؟؟ .. لاشك أن المسئول عن التفريط بحق وثأر شهدائنا الأبرار .. هو ذات المسئول الآن عن ضـياع جيل الحاضر بأكمله .. وتخبطه ما بين ضيــاع و بحث واستـجداء

ولاشك أن الأوراق تختلط كثيرا ..و لاشك أن للكذب ألف وجه ووجه .. ولاشك أن الخاسر لا يخسر بالمعنى الكلي .. أو أن الرابح هو حقا رابح بالمعنى الكلي !!!

2 comments:

Anonymous said...

اشكرك على إثارة هذه القضية يا ولاء.. فلا يجب أن ننسى موتانا وشهدائنا فاليهود أنفسهم وهم الخونة المشهورين عبر التاريخ.. حتى الآن يستذكرون خيبر ومذبحة نبوخذ نصر وسبيهم إلى العراق وكل ما حصل لهم علما أنهم كانوا من المعتدين..ومع ذلك فإنهم يقيمون المتاحف ويفتحون السجلات لقتلاهم.. نحن أمة تكرم شهداءها من منطلق أن الشهداء مكرمون من الله سبحانه وتعالى.. ومصر قدمت لقضايا الأمة وقضاياها وهي جزء أصيل من الأمة ملايين الشهداء.. ومن زمن اقتلاع الصليبيين من بلاد الإسلام وحتى الآن مرورا بكل الأدوار العظمى التي قام بها شعب مصر العظيم المبارك من ربه، تستحق وقفة بوجه العدوانية الإسرائيلية.. ومرحلة السلام الحالي.. وهو سلام مؤقت على كل حال وفقا لمنطق التاريخ..هذه المرحلة لا تحول دون المطالبة بحقوق هؤلاء الذين غدر بهم الملعونون اليهود وهم تحت القيود أسرى للأنذال.. وعلى هلهم وذويهم أن لا يكفوا عن السعي لإدانة إسرائيل وحكوماتها القذرة

walaa said...

استاذي العزيز .. ابو علي
اتفق معك في الراي .. واحييك بشدة على ما عرضت من اصولية هذا السلوك الغادر للشعب اليهودي .. ودعني اقول معك ان التاريخ لا يجب ان ينسى،، واننا علينا الا نفرط باي وجه كان في حق اسرانا وشهدائنا،، ممن بذلوا ارواحهم فداء للوطن،، وفداء لنا نحن كي نبقى احرارا..

تحياتي لاستاذي العزيز