شـركاء نحـن والمجتمع
كلهـــــــن تعذبن وذقن من العذاب الصنوف الكثر . كلهن كان الشارع في الختام ماوىً لهن . كلهــن فقــدن الثقـــة بالناس والمجتمع . بل بتن يكرهـــن هــؤلاء الأخرون الســاخطون المــتاففون .. لعــل السؤال الآن هو : من هــن، من كلهــن ؟!! .. إنهن فتيات كتب عليهن المجتمع وقسوة ظروفهن أن يتخذن من الشارع ملجأً لهن وحامــــي !!
إنها الدراما الحياتيـــة الحية التي لا تتـــرك لنا خيار ســـوى الاذعــان لها .. بعــد أن عـــــاد لا شــيء يجـــد إنها المـــأساة .. إنها مقــــولة " ألا احــــد بــريء في مجتمـــع مجـــرم" .. مجتمـــع يســـــاق أو يندفــع هـــــــو إلـــى الجنــون ..!! مجتمع يتخبط بدروبـــه الطــــوال مفــــرداته تــائهـــة . باحثـة لها عـــن بــريــق تتبعـــه لضــوء أمـــل مــــا هنـــا أو هنــــاك
لا . الإثم لا يتحمــله المجتمع بقدر ما يتحمــله أفراده . آثمون . لاهون . مثقلون . يئنــون . يشكـــون و يكادون لا يبــالوا بآخــرين لا مأوى لهم ولا حياة، بل لا اي وجود لهم من الاصل
وكأن القدر ليأبى إلا أن يضعنا أمـــام تلك الحقيقة .. فقط كان كافــيا وأنت تتــنقل على غير هـــدىً ما بين قنوات مــا اكثــرها عــــددا، توقفــــك أمـــام مشاهدة إحداها، وهي تعرض تلك الصورة الحيــة لفتيــات في عمـــر الزهور حكـــم عليــهن هذا الحكـــم القاســــي، وواجهن مصير ليس اقـل بل اشد اســوداداً من حلكة الليل ذاتـه .. يحكـــين عن ماسـاتهن ويروين تفاصيلها المــروعة ..!! كــيف صد عنهن الأهـــل والأقــرباء، كيف تعـدى عليهـن هــذا ولم يتركــهن ذاك، كــيف لم يسلمــن حتى من ضرر وأذيــة جهاز الشــــرطة الأمنــي ذاتــه ..!! .. كيــف وكيـف وكل كيف منــها تقشــعر لها الأبدان، وتنفطر لها الأعيــن والقــلوب
الســـؤال .. إلى متى سنظل نسـير ونلقــي بالعـــــبء واللــوم على المجتمع . محملين ايــاه المسـئوليات الجســام عـن كل قصور أو انحراف أو خـــلل ما يظهر هـــنا أو هنـــاك .. ونظل ننئـــى بأنفســــنا عن الخوض في غمار مواجهة الذات بأننا نتحمــــل وبالمثل ذات المسـئولية .. وأننا شـركاء معاً في ذات الجريمــة .. جريمة الجناية على أنفسنا والغــير