فكر لا أناني على الجانب الآخر
.. اعتقد أن الكثير منا قد قرأ عن بارك اوباما السيناتور الديمقراطي الأصغر سناً بمجلس الشيوخ الامريكي،، ذو الأصول الإفريقية، والذي ولد لأب كيني ولام أمريكية
.. باراك اوباما،، التقته أوبرا في إحدى حلقاتها،، وهي الحلقة التي تابعتها الأربعاء الماضي،، والتي كانت بحق ثرية ورائعة
شخصية اوباما تتمتع بهذا الكم من الحضور والجاذبية ( الكاريزما) .. خاصة وهو الذي لم ينفصل عن قضايا شعبه وأمته وإنما يركز اهتمامه بالدرجة الأولى على قضايا التعليم والفقر ومحاربة الفساد .. كما ويحاول أن يسع للإصلاح بقدر الإمكان،، مع إيقانه الدائم بحقيقة مفادها انه على الرغم من كل هذا الجنون الذي يتجه إليه عالمنا الآن فانه لا زال هناك أيضا متسعاً للأمل ،، والعمل على تحقيق هذا الأمل وترجمته إلى واقع .. ( ما أجمله من حديث وما أجملها من حقيقة للإيمان بها)
.. واعترف أنني فشلت،، أن امنع نفسي من عقد مقارنة سريعة بين شخصية اوباما وبين معتقداته وصراحتة ووضوحه وبين عديد من كبار شخصياتنا العربية السياسية، والفكرية حتى، إذ انه قلما أن نجد بينهم مثل هذا الإيمان الشديد ولاستعداد للنضال من اجل الآخرين .. فاوباما وان كان يولي قضايا أمته الاهتمام الأكبر ولكن هذا لم يمنعه من أن يظهر الاهتمام بشعوب أخرى،، شعوب فقيرة معدمة في أمسّ الحاجة ليد تمتد إليهم بالمساعدة .. اوباما زار مؤخرا عدة دول إفريقية .. ولعل أبرز محطات زيارته تلك كانت لكينيا حيث موطن والده الأصلي، وحيث استقبل أوباما إستقبال الأبطال الفاتحين،، واظهر الجميع حبهم له،، وسعادتهم بوجوده،، كما زار الإقليم الأفريقي المضطرب دارفور، ونقل رسالة حية للعالم أجمع عن مدى المعاناة والمأساة التي يعيشها هؤلاء الضعفاء في الملاجيء والخيام،، وعن هذا البؤس الشديد الذي رآه واضحاً متجسداً أمام عينية .. كما ووعد بالعمل من داخل الكونجرس وعبر المنظمات الإنسانية على مساعدة أبناء هذا الإقليم البائس الفقير الذي أنهكته الحرب وأنهكت إنسانيته،، وبذل كل ما في وسعه للمساعدة
باراك اوباما صاحب كتاب "جرأة الأمل" الذي عرض فيه لعثرات ومشاكل بلاده الداخلية .. أرى انه يعطي المثال الصريح على أن هناك على الجانب الآخر ـ الذي يتهم دوما بالفئوية والمصلحة ـ فكر لابد وأن يحترم . يحتذى به . فكر لا أناني . لا يسع لمصلحة خاصة على حساب الآخر . فكر لا يغرق ومشاكل داخلية،، قد تكون في مجملها من صنع يده هو